للإستماع للمراجعة:
تشير سيمون دي بوفوار إلى جوهرية أساسية تمركزت سلبًا في كينونة المرأة، ما جعل أفعالها خاضعة دون أن تشعر؛ بالدور السلبي (بمعنى؛ السالب\الساكن\الـ لا حركي)، بمختلف وجوه حياتها سواء كانت بنتًا، زوجة أو أمًا. ما أوقعها في الامتثال الدائم الموازي لـ أن تكون بمثابة “الجنس الثانوي الآخر”، حيث تفسّر دي بوفوار تبعيتها للرجل في ذلك وفق مختلف أدواره. وتقول: “ومهما أوغلنا في التاريخ القديم نرى النساء ملحقات بالرجال”، سواء عنوةً أو رغبةً.
وتعتقد دي بوفوار بأن المرأة أو أنثويتها أو أنوثتها لا تعكس إلا تصوّرات اجتماعية، قد فرضت عليها عبر التاريخ، وهي بالنتيجة وقعت في قلب السديم مستسلمة. ومما جاء في كلامها: (تتعرض المرأة منذ البداية إلى نزاع بين وجودها المستقل و"وجودها الآخر”، فنحن نعلمها بأن الواجب يحتم عليها أن تحاول الحصول على إعجاب الآخرين وأن تشكل وجودًا سلبيًا وتتخلى بالتالي عن استقلالها، إننا نعاملها كدمية حية ونمنع عنها كل قبس من الحرية، وهكذا تتشكل حولها حلقة مفرغة، كلما تضاءلت حريتها في فهم وتحسس واكتشاف العالم الذي يحيط بها، تضاءلت في الوقت نفسه إمكانياتها ولم تعد تجرأ على تأكيد شخصيتها كوجود مستقل).
وتعلّل دي بوفوار بسلبية المرأة بما يُنسج في عقلها عبر الحكايا والأساطير والتي غالبًا ما تجسّد الشاب بالدور المغامر، المصارع والمتحدي لأجل إنقاذ الفتاة التي أعطيت لها أدوار الحبيسة، السجينة، النائمة، الضحية، القلقة… وكل ما يُعطى لها دور؛ تنتظر. ما يجعلها مسلوبة الحركة؛ لا تعرف ماذا تفعل أو لا يُسمح لها أن تفعل.
تتطرّق دي بوفوار إلى تفاصيل كثيرة من حيوات المرأة من مختلف أدوارها وأعمارها، قد لا تخلو من تطرّف كما لم تخلُ من حقيقة، من مختلف الجوانب؛ النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، البيولوجية والفيزيولوجية… ولكن هناك جزئيات أخرى، من الصعب أن نحكم عليها وفق عرفنا أو ما نعرفه… ربما من الأفضل تركها تسبح في المدى علّها تجد يومًا ما طريقها وموقعها، الصائب أو المخطئ.
مراجعة: نجاة الحيلة
التعليق الصوتي: نجاة الحيلة
هذا العمل تم بالتعاون مع مبادرة القراء البحرينيون:
@bahrainireaders
@bhreaders_reviews
Comentarios