للاستماع إلى المقالة:
يتساءل الكثيرون عن ماهية الذكاء الاصطناعي، وعما إذا كان هذا الذكاء نعمة نتنعم بها أم نقمة قد تسلبنا الكثير من الأعمال والوظائف كما زعم البعض، وما قد يكون المستقبل المُتنبأ به لهذا المصطلح وتأثيره على مختلف القطاعات، فهل أولت مملكة البحرين اهتماماً واسعاً لهذا المفهوم وقامت بتطبيقه؟
ما هو الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence)؟
يعتبر هذا النوع من الذكاء جزءاً لا يتجزأ من علم الحاسوب. ومن الجدير بالذكر أن الذكاء (Intelligence) بشكل عام يتمحور في ثلاثة محاور أو مؤشرات رئيسية وهي: التعلم، التفكير والفهم. وتتواجد هذه الخصائص في الآلة أو الحاسب او الروبوت يجعل منها قادرة على محاكاة العقل البشري والقيام بالعديد من الأنشطة البشرية التي تتطلب مجهودا عقليا وحركيا، مما يجعلها تؤدي المهام البشرية المعقدة كلعب الشطرنج او حتى قدرات بشرية كالتخطيط والتواصل والقدرة على الحركة وتحريك الأشياء. و على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي كما سبق ذكره بأنه أحد أفرع علم الحاسوب إلا أنه قد أحدث تأثيرا شاسعا على مجالات أخرى بعيدة كل البعد عن علم الحاسوب.
نعمة أم نقمة؟
يرى معظم البشر في هذا المفهوم استبدالاً لهم ولقدراتهم بروبوتات وآلات عالية الإدراك والفهم شبيهة بالإدراك البشري، إلا أنه في الحقيقة تلك الآلات تم إنشاؤها بواسطة الإنسان ولا وجود لها بدونه فهي لا تقوم إلا بحمل بعض العبء عن البشرية في كافة مجالات الحياة وهي بلا شك مبرمجة على ذلك، ويؤكد على ذلك قول الخبيرة الأسترالية هيلين ديكينسون :" إن أجهزة الروبوت لن تحل بالضرورة محل البشر في أداء وظائفهم، لكنها قد تحسن من الطريقة التي يعملون بها". كذلك يتميز الذكاء الاصطناعي بالعديد من الإيجابيات والفوائد منها:
عدم اتباعها للعواطف كالإنسان: لا يجعل الذكاء الاصطناعي لهذه العواطف سبيلا في تعطيل عمله ومهامه العملية والعلمية. فعلى سبيل المثال: تتصف البشرية بالمزاجية ومشاعر سلبية كالشعور بالقلق أو التوتر أو الإحباط بسبب اضطراب في إفراز الهرمونات مما يؤدي إلى تثبيط مستوى الإنجاز، على عكس الآلات والروبوتات التي لا تحتوي هرمونات أساساً.
إنجاز المهام الصعبة والروتينية: المقصود بالمهام الصعبة هنا تلك التي قد تكون مرهقة للإنسان كتحليل البيانات الضخمة والتنقيب عن الموارد الطبيعية في باطن الأرض. و أما الأعمال الروتينية فمثل التنظيف و التواصل مع العملاء في العمل والإرشاد في السفر.
العمل المتواصل دون راحة: طبيعة الروبوتات والآلات تختلف تماماً عن طبيعة الإنسان في هذا الخصوص، فطبيعة الإنسان تجعله يشعر بالتعب لا محالة إذا اضطر للعمل لساعاتٍ طويلة ومتواصلة، ولكن ذلك لا يمكن حدوثه لتلك الأجهزة.
تقليل نسبة الأخطاء البشرية: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون". قد ينسى الإنسان مهمة معينة تم توكيلها إليه، او يخطئ في إحدى المعاملات وغيرها من الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها الإنسان لا محالة ولكن بالمقابل لا تقع فيها تلك الأجهزة المبرمجة على مهام معينة.
تقديم الرعاية والخدمات الطبية: حيث ساعدت الإنسان على معرفة الآثار الجانبية لأدويته وقدرتها على استئصال الأورام من جسمه، ولكن ذلك لا يعني أنه سيتم التخلي عن الأطباء مستقبلا.
أنواع الذكاء الاصطناعي
اختلف تصنيف الذكاء الاصطناعي إلى عدة أنواع باختلاف الوظائف والقدرات التي تتمتع بها لذلك تم تصنيفها إلى أربعة أنواع تبعاً إلى وظائفها وثلاث أنواع أخرى تبعاً إلى قدراتها، فبناءً على القدرات نستطيع القول بأن منها من لها:
1) الذكاء الاصطناعي الفائق (Super Artificial Intelligence): وهو النوع الذي قد يفوق مستوى ذكاء البشر ومن مميزاتها قدرتها على التواصل مع الآخرين والتعلم عدا عن قدرتها على إصدار الأوامر والاحكام.
2) الذكاء الاصطناعي العام (General Artificial Intelligence): وهو النوع الأقرب لذكاء البشر والذي يحاكي قدرة الإنسان على التفكير والتخطيط بامتلاكه شبكة عصبية اصطناعية كالشبكة العصبية الموجودة لدى الإنسان.
3) الذكاء الاصطناعي المحدود الضيق (Narrow Artificial Intelligence): وأقرب مثال حي على هذا النوع هي السيارات ذاتية القيادة وتكون الآلات المصممة بهذا النوع من الذكاء لها قدرة محدودة ومقتصرة على المهام الموكلة إليها فقط.
تطبيقات مملكة البحرين على الذكاء الاصطناعي
تعتبر مملكة البحرين والمملكة المتحدة (بريطانيا) أول مملكتين تقومان باستعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعيهما الحكومي حسب المنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس التنمية الاقتصادية.
* قامت بإطلاق الحكومة الالكترونية والتي تشمل جميع المعاملات والخدمات التي كانت سابقاً تتطلب حضوراً شخصياً للمكان المخصص. تتضمن تلك الحكومة الإلكترونية كل ما تقوم به أي حكومة من خدمات في مجال التعليم، خدمات الإدارة العامة للمرور، خدمات المحاكم والقضايا، خدمات الكهرباء والماء، إشعارات المشاريع الإسكانية، السفر، التوظيف، الصحة.
* سخرت البحرين مفهوم الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة لمواجهة الظروف الطارئة حيث ظهر ذلك جلياً في مواجهة جائحة الوباء العالمي COVID-19 في القطاع الصحي، والتعليمي وضربت أروع الأمثلة التي تظهر مستوي التقدم والتطور الذي وصلت إليه البحرين.
* جعلت المملكة للتعليم حظاً وافراً من هذا الذكاء حيث أقرت باستعدادها لاستقبال أول دفعة في أكاديمية الذكاء الاصطناعي في كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين). وبدأت باستقبال الطلبة في تخصص الحوسبة السحابية في جامعة البحرين.
* لم تجعل هذا الذكاء محصوراً في مجالي التعليم والصحة، بل قامت أيضا بتنظيم ما يسمى بغرفة البحرين والتي يتم من خلالها استعراض تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتضمينها في التجارة الإلكترونية، كاستعمالها في تصنيف البيانات وتحليلها وتفسير ردود فعل العملاء فيما يتعلق بالسلع والخدمات.
بشكل عام يشير الذكاء الاصطناعي الي مدى التطور الذي وصلت لها البشرية والذي فاق التوقعات، فالعالم يتطلع بعيون طموحة إلى المزيد والمزيد من التطور والنماء.
المراجع:
1. "غرفة البحرين" تستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية - صحيفة الوطن
2. البوليتكنك تستعد لاستقبال الدفعة الأولى في أكاديمية الذكاء الاصطناعي
3. جامعة البحرين - جامعة البحرين أول جامعة في الشرق الأوسط تطرح برنامج شهادة الحوسبة بالتعاون مع AWS Educate
5. البحرين والمملكة المتحدة أول دولتين تختبران إرشادات تطبيقات الذكاء الاصطناعي حكومياً - صحيفة الوطن
كتابة:
نور أحمد اللصاصمة
"طالبة بكالوريوس نظم معلومات إدارية، مهتمة بعلم النفس، لغة الإشارة، القراءة، الذكاء الاصطناعي، تصميم مواقع الانترنت واللغات"
مراجعة وتدقيق:
حنين حسين
"طالبة كيمياء محبة للعلوم والطبيعة والقراءة والمطالعة"
Commentaires