في هذا المقال وتزامنًا مع انطلاق أولى مباريات كأس العالم 2022 في قطر سنستعرض أهم الإنجازات التي حققها الذكاء الاصطناعي في مجال كرة القدم، كما وسنتطرق إلى ذكر أهم التقنيات الحديثة التي تم تسخيرها في الحدث الأبرز الذي ينتظره المشجعون من جميع أنحاء العالم.
المحور الأول: الذكاء الاصطناعي في كرة القدم
· الذكاء الاصطناعي في التحكيم
فلنعد بالذاكرة إلى أحداث ربع نهائي كأس العالم 1986 بين الأرجنتين وإنجلترا، حيث كانت النتيجة حتى نهاية الشوط الأول تعادلًا سلبيًا، إلا أنه في الدقيقة 51 تمكّن اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا من تسجيل أول هدف في المباراة، ولكن لم يكن هدفًا عاديا، لأنه سجلّه بيده! والجدير بالذكر أن الحكم احتسبه كهدف صحيح بينما ظل اللاعبون الإنجليزيون مُصرين على أن الهدف غير قانوني .
اليوم، وبفضل الذكاء الاصطناعي بات التحكيم أدقّ، ونسبة الخطأ فيه أقل؛ حيث تعمل تقنياته في مساعدة الحكام في اتخاذ القرار بناءا على النموذج الذي تم تدريبه عليه باستخدام تقنية الحكم المساعد بالفيديو Video Assistant Referee أو ما يسمى بتقنية الفار.
كما وتساعد تقنية الكشف عن الأشياء Object Detection والتي تندرج تحت أحد فروع الذكاء الاصطناعي -وهو الرؤية الحاسوبية Computer Vision- على تحديد حركة الكرة واللاعب في ثلاثة أبعاد والعقوبة المناسبة إن وُجدت.
على الرغم من تواجد العديد من التقنيات واكتساحها عالم الرياضة في السنوات الأخيرة بشكل لافت، إلا أن الذكاء الاصطناعي يتواجد لتحسين جودة اتخاذ القرارات من جانب الحكام وليس بالضرورة لتغيير نتائج الأحداث الرياضية.
· الذكاء الاصطناعي والتنبؤ
لسنوات عديدة حاول المراهنون التنبؤ بنتيجة المباريات، على أمل أن تسعفهم البيانات التي يرصدونها بأنفسهم لكل فريق، ولكن لم يجدِ ذلك نفعًا، حيث أن نسبة الصحة في توقعات البشر ضئيلة مقارنة بما يمكن أن يتنبأ به الذكاء الاصطناعي؛ ويعزى ذلك لأسباب عدة، أهمها: عدم قدرة البشر على استيعاب كمية البيانات الهائلة وتحليلها كما يمكن للحواسب والخوارزميات أن تفعل، بالإضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي يحظى بدقة أعلى من دقة البشر بالنسبة لتحليل البيانات.
وفي هذا الإطار غالبا ما يستخدم الذكاء الاصطناعي بعض الإحصاءات التي لها علاقة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بفوز فريق من عدمه ومنها:
عدد التمريرات بين لاعبي الفريق.
تشكيلة الفريق.
عدد الأهداف التي تم تسجيلها مسبقا.
التمريرات الرئيسية التي أدت إلى تسجيل هدف.
بالرغم مما حققه الذكاء الاصطناعي من تقدم في هذا المجال إلا أنه من الصعب أن يتم الجزم بتوقعه، لكنه يصل إلى نتيجة أقرب مما نصل إليه نحن البشر.
هذه فقط بعض التطبيقات للذكاء الاصطناعي في مجال كرة القدم، حيث يمكن إدماج التكنولوجيا الحديثة في جوانب عدة غير التي تم ذكرها، منها: التدريب الشخصي، خطط النظام الغذائي للاعبين، الصحافة، الرياضية الآلية، ومبيعات تذاكر المباريات.
المحور الثاني: الذكاء الاصطناعي في مونديال قطر 2022
إلى جانب استعمال قطر التقنيات المذكورة أعلاه، فقد حرص كلٌ من قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم على حضور الذكاء الاصطناعي في هذا المونديال بشكل أكثف من السنوات السابقة. وفيما يلي نستعرض بعض التقنيات التي يتم استخدامها لأول مرة في كأس العالم:
· أنظمة التبريد
لطالما شكل الجو الخليجي الحار عائقًا للمنتخبات غير الخليجية، خاصة المنتخبات الأوروبية والتي اعتاد لاعبوها على اللعب في جو بارد نسبيًا؛ ولكن بحسب ما أفاده الاتحاد الدولي لكرة القدم، فقد استطاع البروفيسور القطري سعود عبد العزيز عبد الغني من تصميم نظام تبريد متطور، يحتوي على مستشعرات لتنظيم درجة الحرارة، ويبدأ بالتبريد فقط في مكان وجود الأشخاص اعتمادًا على تقنية التعرف على الأشياء Object Detection.
· تقنية كشف التسلل شبه الآلية
هل فكرت يومًا في إمكانية وجود أجهزة داخل كرة قدم؟ فكرة جنونية تم اعتمادها في مونديال قطر بحيث تعمل مستشعرات مثبتة داخل الكرة على إرسال بيانات إلى غرفة المشاهدة، كما وتم تثبيت ما يقارب 12 كاميرا متطورة أسفل سقف الملعب تقوم بتتبع حركة الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات على جسم كل لاعب. وكل هذه الكميات الهائلة من البيانات يتم تحديثها 50 مرة كل ثانية! ومن خلال دمج هذه البيانات مع تقنيات الذكاء الاصطناعي تُرسل إشارة إلى حكام الفيديو للتنبيه بوجود حالة تسلل. حيث أن اتخاذ القرار النهائي يكون للحكم الرئيسي.
المصادر:
1. 7 Game-Changing AI Applications in the Sports Industry
2. The tech being used at the World Cup in Qatar - The Washington Post
3. تقنية التسلل شبه الآلية تساعد الحكام والجمهور في كأس العالم للأندية FIFA
كتابة: بتول جلال الشويخ
"طالبة جامعية في تخصص تكنولوجيا المعلومات, مهتمة بمجال الذكاء الإصطناعي, علوم البيانات و الفيزياء ,حاصلة على شهادات في مجال البرمجة من منصات رقمية معتبرة, أسست نادي الذكاء الإصطناعي في مدرستها الثانوية."
مراجعة علمية: محمد بوعلاي
مراجعة وتدقيق: زهراء الحمري
コメント