top of page
Writer's pictureBHRRES

جائحة كورونا – بانورما الصراع بين الصين وأمريكا اقتصادياً

Updated: Apr 2, 2021



 

للاستماع إلى المقالة:

 

تسببت أزمة كورونا بضرر اقتصادي كبير يتجاوز التداعيات الصحية المباشرة للفيروس، وتراوحت ردور الأفعال ما بين الحذر إلى الذعر الكامل، ومع كل بلد جديد يُبلغ عن إصابة جديدة يتم التساؤل عما إذا كان هذا المكان آمناً للزيارة والعيش فيه بعد الآن، وما هو تأثير هذا الفيروس اللعين على الاقتصاد؟

فقد كان تأثيره مدَوي على الاقتصاد العالمي مما جعل صُناع القرار والساسة يبحثون عن طرق للوقاية، وتُعد تجربة الصين حتى الآن هي السياسة الأنجح في كبح لجام الفيروس والتي أحدثت فرقاً في مكافحة المرض وتقليل آثاره، ومازال البعض الآخر في محاولات أخرى للسيطرة عليه.

لذا يرصُد هذا التقرير أبرز المستجدات الاقتصادية مع الإشارة إلى أن التداعيات التفصيلية المتعقلة بالشرق الأوسط والاقتصاد البحريني وسوق النفط سيتم تغطيتها في تقرير مفصل.

1. الآثار على معدلات النمو:

سيتضرر الاقتصاد العالمي من فيروس كورونا بشكل كبير من ناحية معدل النمو ومستوى المعيشة وسيكون لبعض التداعيات ومنها التغيرات الجذرية في نظام التجارة العالمية أثر مستدام.

ففي الوقت الراهن ونظراً لتعقد الأزمة وانعدام اليقين حول انتشار الفيروس والسياسات التي تتبناها الحكومات، وتراجع دقة النماذج الاقتصادية التي يمكن استخدامها لتقييم أثر الجائحة المتوقع، ومع ذلك تُشير أدق التوقعات الحالية إلى تراجع ملحوظ بنسبة 2.6% في معدلات النمو الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.

2. الآثار علي حجم التجارة العالمية:

تتوقع منظمة التجارة العالمية في السيناريو المتفائل انخفاض حجم التجارة العالمية بمقدار 13% وذلك في حالة احتواء الجائحة والسيطرة عليها، وإذا لم يتم السيطرة على الوباء وفشلت الحكومات في تنسيق استجابات سياسية سيكون الانخفاض بنسبة 32% أو أكثر، فقد انخفض بالفعل بنسبة 3.5% خلال الربع الأول من عام 2020.

3. الآثار على الاستثمارات الأجنبية المباشرة:

§ يتوقع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر FDI سينخفض بنسبة (30-40)% خلال عامي 2020 و2021 ويعد هذا أكبر تراجع في حجم الاستثمار الأجنبي خلال عقدين من الزمن .

§ سوف تنخفض أرباح أكبر 500 شركة في العالم بنسبة 30% في 2020، والقطاعات الأكثر تضرراً هي الطاقة -208% والطيران 116-% والسيارات 47-% وسيترتب على ذلك انخفاض كبير في حجم الاستثمار والنمو الاقتصادي والعملات الأجنبية خاصة في الدول الصاعدة والنامية.

4. تضخم الديون بسبب زيادة النفقات لمواجهة الجائحة: ويرجع ذلك لعدة عوامل التي أدت للافراط في الديون ومنها ما يلي:

§ انخفاض أسعارالفائدة العالمية بسبب الركود الذي سببته الأزمة.

§ زيادة الحوافز السياسية والفرص التي تتيح للممولين الحكومين الافراط في الاقتراض وإتاحة الاستدانة لآجال طويلة لأن دورة سداد الديون غالباً ما تنتهي بعد دورة العمل السياسي.

§ النمو السريع للمقرضين الرسمين الجدد لاسيما بعض الدائنين الذين يتمتعون بمستويات رسملة جيدة في الصين.

5. زيادة معدلات الفقر والجوع بسبب الجائحة:

§ إذ تُشير تقديرات البنك الدولي الجديدة بشأن الفقر أنه بحلول عام 2021

سيكون ما بين (110-115) مليون شخص آخر قد سقطوا في براثن الفقر المدقع، وهم الأفراد الذين يعيشون على أقل من 1.9 دولار في اليوم، وهذا يعني بأن هذه الجائحة قد تدفع نحو 1.4% من سكان العالم نحو هوة الفقر.

§ وتشير تقديرات برنامج الغذاء العالمي بأن عدد الجوعى قد يصل إلى 270 مليون نسمة قبل نهاية العام الجاري، أي بزيادة قدرها 82% مقارنة بما قبل الأزمة.



إن العالم بعد كورونا لن يكون كسابق عهده ويرى الخبراء بأن النظام العالمي الجديد سيشهد عدة تغيرات وفيما يلي تصور للنظام العالمي الجديد:

1. انحسار العولمة وزيادة الاتجاه نحو القومية والشعبوية:

فالمصاعب اللوجستية التي أبرزتها الأزمة الحالية تُشير بالفعل إلى التحول بعيداً عن سلاسل التوريد العالمية، والاتجاه لسلاسل العرض الوطنية والإقليمية.

2. الصعود الصيني وحرب باردة جديدة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية:

والذي ظل قيد الإعداد على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وبينما نجحت الصين في التحول إلى قوة اقتصادية وتكنولوجية عظمى ولكن لم يكن متوقع منها أن تصبح قوة ناعمة عظمى، وفي ظل اتهام الولايات المتحدة الأمريكية للصين بالتستر على تفشي الجائحة في البداية يستخدم دونالد ترامب واعضاء إدارته هذه القضية كأستيراتيجة انتخابية لصرف الانتباه بعيداً عن الطريقة التي اتبعوها هم في التعامل مع الجائحة.

ويري المحللون والخبراء الاقتصاديين والسياسيون والعسكريين أن العدو والتحدي الحقيقي للولايات المتحدة هي الصين حيث إنه طبقاً للتقديرات الأمريكية ستكون الصين الاقتصاد الأكبر في العالم في غضون السنوات العشر القادمة.


 

المراجع:

1. الاستجابة لأزمة فيروس كورونا COVID19 في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا OCED ، 27 مايو 2020

2. تداعيات أزمة كورونا، نظرة اقتصادية، مركز البحوث للدراسات الاستيراتيجة والدولية والطاقة

3. أحمد ذكر الله، هل يهدد كورونا عرش الاقتصاد الصيني ؟ العربي الجديد، 8 مايو 2020


SOURCE:

UNCTAD The IPA observer” Investment promotion agencies striving to overcome the COVID.19 challenge, April 2020

 

بقلم:

آلاء الله أسامة

"باحثة اقتصادية"

Instagram: @alaa._usama

37 views0 comments

Comments


bottom of page