للاستماع إلى المقالة:
كم عدد حروف اللغة العربية؟ قد تجيب مباشرة وبكل ثقة 28 حرفًا، لكنّ هذه المعلومة ليست صحيحة بالضرورة، حيث أنّ هناك رأيًا أنّ عدد حروف العربية 29 حرفًا. قد تتساءل من أين أتى هذا الحرف الزائد؟ يرجع ذلك إلى اعتبار الألف والهمزة حرفين مختلفين، وبغضّ النظر عن اعتبارهما حرفين مختلفين أم لا، فالمؤكَّد أنّك تجد فروقًا بينهما وهذا ما سنتعرّض له في مقالنا هذا بشكلٍ مُبسَّطٍ:
1) المَخْرَج: يكون مخرج الألف من الجوف بينما مخرج الهمزة يكون من أقصى الحلق.
2) الحركات: الهمزة تقبل الحركات (الضم والفتح والكسر) بالإضافة للسكون بينما الألف لا تقبل الحركات وتكون دومًا ساكنة.
3) المدّيّة: الألف تكون حرف مد دائمًا (ما قبلها دومًا مفتوح) وصوتها عبارةٌ عن إشباعٍ لحركة الفتح، بينما الهمزة ليست حرف مدّ، وحرف المدّ يجب أن يُسبَق بحرف.
(لمن لا يعلم فحروف المد ثلاثة: الألف المفتوح ما قبلها دائمًا، الواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها.)
وعليه، فلا يصحّ نطق الألف مفردةً ، فلا تقدر أن تقول :"ا" مهما حاولت، بل يجب أن تسبقها بشيء فتقول :"قا" و"جا" و"تا".بينما الهمزة ليست كذلك فيمكنك أن تقول :"أَ" و "إِ" و "أُ".
*ملاحظة: همزة الوصل في بداية الكلمة إذا سبقها كلام لا تُنطَق.
4) الموقع: الألف لا تكون في بداية الكلمة بل تكون في وسطها وآخرها بينما الهمزة قد تأتي في بداية الكلمة أو وسطها أو آخرها.
5) الشكل:
الألف تأخذ شكلين : شكل الألف (ا)، مثل: "قال" و:"دنيا" وشكل الياء مثل: "مستشفى".
أمّا الهمزة فإمّا أن تكتب بشكل الألف (ا) - وهو يختص ببداية الكلمة عندما تكون الهمزة همزة وصل- أو تُكتَب على ألفٍ مثل :"أكل" و"سأل" و"قرأ"، أو تحت الألف مثل: "إقدام" أو تُكتَب على واوٍ مثل: "رؤية" و"تهيؤ"، أو تُكتَب على ياءٍ، مثل: "بيئة" و"سيّئ"، أو تُكتَب منفردة (على السطر)، مثل: "تساءل" و"شيء". طبعًا لشكلي الألف وأشكال الهمزة قواعد تبيّن متى تُستعمل كلٌ منها، ولكن لسنا بصدد ذكرها.
في الختام، بعيدًا عن كل هذه الفروق التي ذكرتها هناك طريقة بسيطة لتمييز الهمزة عن الألف من خلال الكتابة، ألا وهي: عندما ترى رمز الهمزة (ء) مكتوبًا بمفرده (ء) أو على ألف (أ) أو على واو (ؤ) أو على ياء (ـئـ)(ئ) فهي همزة، أو كانت في بداية الكلمة مرسومة على شكل ألف (ا) فهي همزة كذلك، أمّا في بقية الموارد إذا شككت في كون الحرف همزة أو ألفًا فيكون ألفًا.
المراجع:
1. ملخّص عمدة البيان في تجويد القرآن.
2. الكافي في قواعد الإملاء والكتابة لأيمن أمين عبد الغنيّ.
3. قواعد في الإملاء لمحمد بن صالح العثيمين.
كتابة:
صالح مهدي كاظم
"طالب رياضيات سنة ثالثة، مهتم بالرياضيات وبعض علوم اللغة العربية"
مراجعة وتدقيق:
فاطمة راشد
عمل ممتاز وجميل ومعلومات جميلة