top of page
Writer's pictureBHRRES

دراسات جديدة تكشف لنا الروابط بين المشيمة والسرطانات




خلال أحد جولاتِ الطبيب Sam Behjati المعتادة في جناح الولادة، قام أحد زملائه بسحبه سريعًا لغرفة المريضة، حيث رآها تحضن طفلها " الذي قد شُخص قبل ولادتهِ بطفرةٍ جينيةٍ قاتلة وذلك بعد أن تم تحليل عيّنة من المشيمة " وهو بحالةٍ صحيّةٍ ممتازة، ذُهل بهجاتي بما رآه وابتعد عنهم وهو يفكر في كيفيةِ حدوث ذلك.


بعد إجراء عدّة بحوث اكتشف Behjati حالة فسيفساء المشيمة المحصورة وهي حالةٌ تصبح فيها بعض البقع على المشيمة تحمل جينات لا تتطابق مع الجنين وهي حالة تحدث في أقل من 2% من حالات الحمل.


اكتشف Behjati من خلال أبحاثه أن المشيمة تتكون من أنماطٍ وراثيةٍ مختلفة، والهدف منها حماية الجنين قدر المستطاع من الأذى الجيني، وتوَضَح له أيضًا أن المشيمة ترسم مسارها بعيداً عن مسار الجنين، وكما هو معروف أن الأسابيع الأولى هي الأسابيع الحاسمة والتي تحدد ما إذا كان الجنين سينمو نموًا صحيًا أم لا.


وقد فسّر Behjati ما رآه بأنه أثناء تطور الجنين في مراحلهِ الأولى ربما يؤدي تطور وانقسام الخلايا العشوائي إلى تشوهات وراثية، ويأتي هنا دور المشيمة حيث يتم تخصيص هذه الخلايا لتطوير المشيمة بدلاً من الجنين، ووجد الباحثون أن المشيمة قادرة على تصحيح الأخطاء الجينية التي تحدث أثناء التلقيح، ويمكن للمشيمة أن تستمر في تحمل هذه الطفرات المبكرة ليظل الجنين دون أن يصاب بأذى حيث أن المشيمة تتفوق على نمو الجين في الأسابيع الستة عشر الأولى وهذا يمكنها من حماية الجنين بشكل أكبر.


لاحظ الباحثون وجه التشابه بين السرطانات والمشيمة حيث أن كُلاً منهما لديهِ القدرة على الهرب من الجهاز المناعي وأيضا يتبع كلٌ منهما تكتيكات غزو خاصة، وأوضح الباحثون أنهما يتصرفان على حدٍ سواء حيث أن المشيمة تغزو بطانة الرحم وتستفيد من دم الأُم لتنشئ شبكتها الخاصة من الأوعية الدموية وهذا ما تفعلهُ تمامًا الخلايا السرطانية.


على الرغم من أن كلا السرطان والمشيمة يتكونان من خلايا غازية إلا أن المشيمة تعلم تمامًا متى تتوقف عن النمو بينما الخلايا السرطانية تستمر بالنمو والانتشار دون توقف، وقد ساعدت المشيمة الطبيب Behjati في العثور على الطفرات المسببة للسرطان واكتشاف شيء يشبه كثيرًا السرطان الطبيعي مع تواقيع جينية غريبة وتغيرات في عدد النسخ.



 

المصدر:

New Genomic Study of Placenta Finds Deep Links to Cancer

 

ترجمة:

نور جناحي

"طالبة كيمياء، بجامعة البحرين. مهتمة بالعلوم والمنجزات العلمية ومحبة للإطلاع على آخر التطورات في العلوم وبشكل خاص الكيمياء."


مراجعة وتدقيق:

آمال التمار





34 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page