Feb 10, 20212 min read

نهاية الشمس: من عملاق أحمر إلى سديم كوكبي

Updated: Apr 2, 2021

للاستماع إلى المقالة:

يبلغ عمر الشمس حوالي 4.6 مليار سنة، ويتوقع لها العلماء أن تنهي دورة حياتها بعد 10 مليارات سنة أخرى، وذلك بملاحظة ومقارنة حياة النجوم الأخرى.

خلال 5 مليارات سنة ستحرق الشّمس آخر ذرات الهيدروجين، وستبدأ في حرق العناصر الثقيلة بدلًا منه. وحينما ينفد من وقود الشمس الهيدروجين سيتوقف الاندماج النووي الذي يحدث في مركزها، ثم سيحدث أن تنهار الأغلفة الداخلية للشمس على ذاتها، ما يدفع الأغلفة الخارجية -كرد فعل- إلى التضخّم بسرعة والتحول إلى اللون الأحمر، ويسمّى النجم في هذه المرحلة بـ"العملاق الأحمر". سوف تمتد الأغلفة الخارجية للشمس حتى تصل إلى مدار كوكب المريخ الحالي، ورغم ذلك فإنّ المريخ سيهرب ويبتعد متجاوزًا حدود غلاف الشمس المتوسع.

ما إن ينفد من الشمس وقودها ستصبح غير مستقرة وستبدأ بالخفقان، ومع كل خفقة ستتخلص من الطبقات الخارجية من غلافها، حتى لا يتبقى سوى نواة باردة كثيفة تسمى قزمًا أبيض محاطة بسديم كوكبي (planetary nebula).

ما هو السديم الكوكبي؟

السديم الكوكبي هوغيمة متوهجة من الغازات والبلازما التي تطردها النجوم المتوسطة الكتلة -مثل الشمس- في نهاية حياتها. وينتج وسط هذا السديم نجم يدعى قزمًا أبيض شديد الكثافة.

السديم الكوكبي لا علاقة له بالكواكب، إنّه اسم خادع في الحقيقة، لكنه ما أطلقه عليه الفلكيون قبل بضع قرون، لأنهم تصوروا أن تلك السّدم سحب نجمية يقبع بداخلها كوكب قيد التصنيع، بينما في الحقيقة هو قزمنا الأبيض الساخن.

لا تستمر السدم الكوكبية طويلًا، فهي عبارة عن أغلفة نجمٍ ما تنتفض وتندفع للخارج بسرعات مهولة، يعني ذلك أنها في مرحلة ما سوف تنتشر بالكامل في الفضاء بين-النجمي تاركًة القزم الأبيض في المنتصف، لذلك فالسدم الكوكبية قصيرة العمر نسبيًا مقارنة مع العمر النموذجي للنجوم الذي يستمر لعدة مليارات سنة، إذ تدوم السدم الكوكبية لعشرة آلاف سنة فقط.

من المعروف أنّ مجرة درب التبانة تحتوي على 1500 سديم كوكبي، منها: سديم الدمبل، وسديم زحل، وسديم الحلقة. تعتبر السُدم الكوكبية أشياء مهمة جدًّا في علم الفلك، لأنها تلعب دورًا في التطور الكيميائي للمجرة.